برعاية وحضور معالي وزير الإتصالات، نقولا صحناوي، جرى اليوم الإعلان عن توقيع إتفاقية بين شركة ألفا، بإدارة أوراسكوم للإتصالات، والصّليب الأحمر اللّبناني ستقوم بموجبه ألفا بتطوير ورعاية تطبيق "نجاة" الخاصّ بالصّليب الأحمر اللّبناني. وبموجب الإتفاقيّة، ستغطّي ألفا كافّة النّفقات التشغيليّة للمشروع والنّفقات الخاصّة بالتّطبيق، الّذي سيكون متوفّرا بشكل مجانيّ على الأجهزة الخلويّة الذّكيّة العاملة على نظامي Android وiOS. تطبيق "نجاة" سيسمح للصّليب الأحمر اللّبناني بتحديد عنوان الشّخص الّذي يحتاج للإغاثة مباشرة عند الإتصال برقم الطّوارئ المجانيّ الخاصّ به 140، ما يساهم في تسهيل عمل المسعفين وتسريع وصول سيّارات الإسعاف التّابعة له إلى المكان المقصود.
حضر الحفل الّذي جرى اليوم في نادي الصّحافة في فرن الشّبّاك، رئيس مجلس إدارة شركة ألفا ومديرها العام، المهندس مروان الحايك، رئيسة الصّليب الأحمر اللّبناني، السيدة سوزان عويس، أمين عام الصّليب الأحمر اللّبناني، السيد جورج كتّانة، رئيسة فرق المسعفين في الصّليب الأحمر اللّبناني، السيدة روزي بولس ومسؤولون ومتطوّعون في الجمعيّة. كما حضرت عائلة واكد الّتي كانت وراء فكرة التّطبيق، فضلا عن مديرين ومسؤولين في ألفا وإعلاميّين.
واكد
بداية، تحدّثت الآنسة رولا واكد بإسم عائلة واكد عن كيفيّة إنطلاق فكرة هذا التّطبيق حيث أنّ العائلة فقدت الوالدة "نجاة" بسبب تأخّر وصول فرق الإسعاف في الصّليب الأحمر في الوقت المطلوب لأنّ العائلة وجدت صعوبة في تحديد مكان المنزل عند الإتصال بالصّليب الأحمر اللبناني، بسبب إفتقاد إسم وترقيم دقيق للشّارع الّذي يقع فيه.
وتابعت واكد: "كانت الخطوة الأولى هي دراسة فكرة التّطبيق في شركة أخي Procomwave،" ومن ثمّ "قمنا بعرضها على الصّليب الأحمر اللّبناني الّذي رحّب أشدّ ترحييب بالفكرة."
وأشارت إلى أنّه: "بعد الدّراسة، تبيّن أنّ تمويل المشروع يتطلّب مبلغا يتراوح بين $400 و$500 ألف دولار أميركيّ لتغطية نفقات: 300 إشتراك في خدمة 3G و300 لوحة ألكترونيّة ليتمّ تجهيز سيّارات الإسعاف التّابعة للصّليب الأحمر اللّبناني بها، كما وكلفة برمجة التّطبيق والتّدريب."
وقالت: "قصدنا وزارة الإتصالات حيث رحّب الوزير صحناوي بهذه المبادرة ووافق على تقديم كافّة إشتراكات الــ3G بشكل مجانيّ،" كما وقصدنا "شركة ألفا الّتي وافقت على تقديم الدّعم الكامل لتغطية نفقات التّطبيق والتّدريب وتجهيز سيّارات الإسعاف باللّوحات الإلكترونيّة." وختمت بتوجيه الشّكر "لمعالي الوزير صحناوي كما وشركة ألفا على هذا الدّعم."
عويس
ثمّ تحدّثت السيدة عويس الّتي "حيّت عائلة واكد الّتي حوّلت مأساتها إلى حياة وأمل للآخرين وبالأخصّ السيّد إيلي واكد الّذي برغبته جعل الآخر يستفيد مما عانى منه، فكانت هذه اللفتة الكريمة الّتي تضافرت عبرها الجهود بغية خدمة الإنسان أينما كان."
عويس شكرت "معالي الوزير صحناوي الّذي أرسى نهج الوزارة في التّقدّم التقني والعلمي والّذي لولاه لما أبصر هذا المشروع النّور، لأنّه جنّد الطّاقات والمال والخبرات لبلوغ الهدف."
كما و"شكرت شركة ألفا لمساهمتها البنّاءة في هذا المشروع الوطني الهادف إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل عمل المسعفين كما وشكرت كلّ من ساهم في تنفيذه." وأشارت إلى أنّه بالإمكان اليوم "تحقيق الكثير من النّجاحات على كافّة الأصعدة رغم محدوديّة إمكاناتنا بتضافر جهودنا واستفادتنا من عنصر الشّباب المندفع والمتطوّع،" خاتمة بتوجيه التّحيّة "للــ2700 مسعف في الصّليب الأحمر اللّبناني."
الحايك
ثمّ تحدّث المهندس الحايك، الّذي أشار إلى أنّ "ألفا تفخر برعايتها لهذه المبادرة الرّائدة، الّتي نؤكّد عبرها مرّة أخرى دورنا الفاعل تجاه المجتمع وهو يشكلّ نهجا مستمرّا لنا ضمن برنامجنا للمسؤوليّة المجتمعيّة ألفا من أجل الحياة."
وأشار إلى أنّ "شهادة عائلة واكد المؤثّرة، تظهر أنّ المعاناة تكون في كثير من الأحيان هي الدّافع إلى الإبتكار."
ولفت إلى أّنّ هذه "المبادرة تؤكّد أنّنا إذا استخدمنا التّكنولوجيا بشكل بنّاء، فهي تخدم بالتّاكيد أهدافا نبيلة وتساهم في إنقاذ أرواح، أمّا إذا أسئنا إستخدامها فمن الطّبيعي أن تعطي نتيجة عكسيّة كما هي الحال مع استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة." وذكّر الحايك "بالحملة الّتي أطلقتها الشّركة العام الماضي بعنوان كلفة المكالمة غالية، داعيا كلّ مستخدمي الهاتف الخلوي إلى عدم المراسلة والحديث عبر الهاتف عند القيادة لأنّ هذا الأمر يعرّض حياتهم للخطر."
وأمل الحايك أن "تكون هذه المبادرة مقدّمة لتعاون أشمل مع الصّليب الأحمر اللّبناني، هذه الجمعيّة الوطنيّة العزيزة على قلوبنا جميعا."
صحناوي
وأثنى الوزير صحناوي على تضافر جهود القطاعين العام والخاصّ والمجتمع المدني والأهلي والذي يصبّ في خدمة الإنسان ولبنان بهذه الطّريقة المؤثّرة." وأشار إلى أن هذا التضافر "أعاد الى الذاكرة كيف أنّ الإنسان يستطيع أن يستفيد من التّكنولوجيا الى الحد الأقصى ويطوّرها إيجابا كي تكون في خدمة الإنسان ورسالة الصّليب الأحمر السّامية."
ولفت إلى أنّ " من أهمّ حسنات التّطبيق الذي نحن في صدده أنّه سيساهم في إنقاذ أرواح لأنّ بضع ثوان تكون مصيريّة في حياة الإنسان."
وختم : "نتمنّى لو أنّ كل الأفرقاء يتحلّون بهذه الرّوح الإنسانيّة السامية ويتمسكّون الإيجابيّة ويضعون المصلحة العامّة ومصلحة الأجيال والشباب اللبناني فوق كلّ إعتبار كي نستطيع إنقاذ لبنان. ويبدو ان السياسة في لبنان في حاجة الى جهود الصليب الأحمر. "
ثمّ جرى حفل التّوقيع على إتفاقيّة الرّعاية بين الحايك وكتّانة، واختتم اللّقاء بتقديم درع شكر وتقدير من عائلة واكد إلى كلّ من صحناوي والحايك.