علي حسن خليل: وزارة الصحة في طور
إعادة تشكيل الهيئة المعنيّة بطب الطوارئ
علي حسن خليل: تجربة دورات إنقاذ ذَوي الإصابات البليغَة
يجب أن تعمم لتغطّي كل المستشفيات من دون استثناء
قاسم: نتمنى ألا يبقى قانون السير حبراً على وَرَق
حتَّى لا يبقى المواطِنُ دماً على الطّرُق
زينة قاسم: عندَما يُقَرُّ قانون السير سيُنَفَّذ
وستكونُ مَعرَكةً طويلَة بينَ دماء النّاس وَمصالِح المتنَفِّذين
قاسم: نتمنى أن تصبح شهادةَ الـ ATLS
إلزاميَّة لممارَسَة طِبّ الطّوارىء في لبنان
أبي سَعد: دورات إنقاذ ذوي الإصابات البَليغَة لن تشمل الأطِّباء فحسب
بل أيضاً المُسْعِفين هذه السنة والجِّهاز التَّمْريضي في
2013
شدد وزير الصحة العامة علي حسن خليل مساء أمس الأحد على أن قانون السير الجديد الذي أقرّه مجلس النواب، "جهد يجب ألاّ يوضع في الأدراج"، داعيا إلى "ترجمة هذا القانون بعيدًا من بعض التفصيلات الصغيرة التي تتعلّق بمكاسب هنا وهناك"، واعتبر أنّ حكومة لا تستطيع أن تواكب هذا القانون "هي حكومة لا تستحق أن تكون مسؤولة عن مصالح الناس وعن حياتهم"، في حين تمنت رئيس جمعية "رودز فور لايف" Roads for Life زينة قاسم "ألا يبقى قانون السير حبراً على وَرَق حتَّى لا يبقى المواطِنُ دماً على الطّرُق"، وتوقعت "مَعرَكةً طويلَة بينَ دماء النّاس وَمصالِح المتنَفِّذين" من أجل تنفيذه.
واقامت "رودز فور لايف" حفل عشاء في فندق "موفنبيك"، عرضت خلاله لمشاريعها الأخيرة للحد من عدد ضحايا حوادث الطرق، ووزعت الدروع التقديرية على أطباء الطوارىء الذين تابعوا البرنامَج التخصصي لأنقاذ ذَوي الإصابات البليغَة ATLS.
وحضر العشاء، إضافة إلى الوزير علي حسن خليل، كل من رئيس لجنة الأشغال العامة والطرق النيابية النائب محَمَّد قبّاني، ونقيب الأطبّاء الدّكتور شَرَف أبو شَرَف، ومديرَة الصَّليب الأحمر اللبناني روزي بولس، ونَقيب أصحاب المستَشفيات الخاصَّة سليمان هارون، وعدد من مديري المستشفيات.
وألقى الوزير علي حسن خليل كلمة أعرب فيها عن "الاحترام والتقدير للسيّدة زينة قاسم التي أعطت من ذاتها لتثبت أنّ إرادة الطيّبين هي الأقوى، والتي أرادت أن تحوّل موت ابنها، الذي فجعنا به جميعًا، إلى عمل من أجل حياة الآخرين وإلى فعل يحوّل إرادة الموت التي يريدها البعض إلى عمل خيّر يهدف إلى خدمة الانسان، أيّ إنسان، من دون تفرقة أو تمييز". ولاحظ أن قاسم "تثبت والنخبة التي معها في الجمعيّة، إرادة اللبناني أيضًا على الابداع وعلى سدّ الكثير من الثغر والنقص التي تقع فيها الدولة في مقاربة قضايا أساسيّة تهمّ حياة الناس؛ وإرادة اللبناني الفرديّة التي سبقت دولته بأشواط وفي مجالات كثيرة وآخرها ما نشهد عليه اليوم من هذه الرعاية المتميّزة بجهد ونشاط استثنائي لتحويل واحدة من الثغر التي كانت في جسمنا الطبي والاستشفائي إلى فعل إيجابي قادر على مواكبة كل التطوّرات على مستوى العالم".
ورأى أن تخريج هذه الكوكبة من الأطباء الذين تابعوا الدورات، يقفل الثغرة الموجودة على المستوى الطبّي والاستشفائي اللبناني في طبّ الطوارئ الذي يعاني في لبنان ليس فقط على مستوى قدرة الاطبّاء بل بالدرجة الأولى على مستوى وجود أطباء أخصائيّين في طب الطوارئ في لبنان". واضاف: "هذه واحدة من المعضلات والمشكلات التي نناقشها مع كليّات التعليم العالي التي تخرّج الأطباء، ونناقشها مع نقابة الاطباء وغيرها من الأطر المعنيّة، لأنّ الواضح في لبنان أنّ المختصّين في طبّ الطوارئ هم أقليّة بالمقارنة مع أطباء في اختصاصات مختلفة".
وتابع "نحن نعي ونعرف أنّ هذا الأمر ربّما لا يسد الحاجة إلى من يعالج وإلى من يستطيع أن يحوّل الساعة الذهبيّة من عمر الانسان بعد الحادث إلى ساعة تجدّد للحياة كما يجب أن تكون، ونحن نعرف ونعي أيضًا أنّ الكثير من الساعات الذهبيّة قد قتلت في حياة عدد كبير من اللبنانيّين نتيجة عدم القدرة على الاستفادة الدقيقة منها. وكلّكم يعرف صديقًا أو عزيزًا أو قريبًا قد غاب وفارقنا لأنّنا لم نستطع، ومن غير إرادة ووعي، أن نستفيد من تلك الساعة الذهبيّة التي أرادها الله ولكنّنا لم نستطع أن نثمّرها بالقدر الكافي لننقذ إنسانًا ما".
وأشار إلى أن وزارة الصحّة "قاربت مسألة الطوارئ بطريقة علميّة في العام 2008، من خلال تشكيل لجنة وطنيّة تُعنى بهذا الأمر، وثمة تنسيق استثنائي وتمويل لبرامج مع الصليب الأحمر اللبناني على هذا الصعيد"، لكنه أقرّ بأنّ "هذا البرنامج يحتاج إلى تطوير"، وأبدى تطلع الوزارة إى"التكامل مع الجمعية في ما تقوم به في هذا المجال"، كاشفاً أنها "في طور إعادة تشكيل الهيئة المعنيّة بطب الطوارئ التي ستستفيد بالتأكيد من تجربة " الدورات التي نظمتها "رودز فور لايف".
وقال خليل: "إنّ ما استمعنا إليه من شهادات لأطباء يمارسون أدوارهم بعد أن استفادوا من هذا البرنامج التخصّصي، إنّما يحمّلنا مسؤوليّة أكبر لنترجم هذه الفرصة إلى فعل حقيقي من خلال رعاية حكوميّة خالصة وصادقة باتجاه تعزيز طبّ الطوارئ في لبنان".
وأضاف "بكل فخر نقول إنّ هذه التجربة الخاصة التي نشهد عليها اليوم، من الواجب أن تكون جزءًا من سياسة الدولة، لأنّ مسؤوليّة الدولة بالدرجة الأولى أن ترعى وأن تواكب وأن تطوّر وأن تلتقط الفرصة من أجل أن تتطوّرها وتضخّ فيها إمكانيّة الاستمرار والحياة". وتابع: "هذه التجربة تعطينا دفعًا قويًا لكي نتحمّل مسؤوليّة استثنائيّة (...) وخصوصًا أنّ ثمة جهدًا ووعيًا ورأيًا عامًا لبنانيًا بدأ يتكوّن عمّا يجب فعله على هذا الصعيد".
وتحدث خليل عن إقرار قانون السير الأخير "بعد سنوات من الجهد والنقاش"، مشيداً بدور النائب محمّد قبّاني في هذا المجال. وقال: "هذا جهد يجب ألا يغفل على الاطلاق ويجب ألاّ يوضع في الأدراج لا على مستوى نشر القانون وهذه مسؤوليّة وطنيّة عامة، ولا على مستوى تحويل هذا القانون إلى فعل يضبط كل ما يتّصل بالسير على مستوى تحديد المسؤوليّات من الدولة إلى المواطن إلى الأجهزة، لينتظم فعليًا في إطار يحفظ بالدرجة الأولى سلامة الإنسان في لبنان".
واعتبر "أنّ دولة لا تستطيع أن تنظّم سيرها وأن تحفظ قانون السير هي دولة غير قادرة أن تنجز شيئًا من أجل الانسان؛ وأنّ حكومة لا تستطيع أن تواكب مثل هذا العمل هي حكومة لا تستحق أن تكون مسؤولة عن مصالح الناس وعن حياتهم". وقال "هذا أمر ليس خيارًا بالنسبة لنا كمسؤولين، هذه مسؤوليّة يجب أن نتحمّلها بالكامل من دون أيّ تردّد على الاطلاق".
وتابع "إذا استطعنا أن نلتقط هذه الفرصة وأن نترجم قانون السير بعيدًا من بعض التفصيلات الصغيرة التي تتعلّق بمكاسب ربّما هنا وهناك، وإذا استطعنا كوزارة أن نلتقط أيضًا هذه التجربة وندفعها إلى الأمام لتعمّم ليس فقط على مستوى 110 أطباء ربّما أصبحوا يغطون مساحة واسعة من مستشفيات لبنان، بل على مستوى أكبر يغطّي كل المستشفيات من دون استثناء وبدوام كامل أيضًا، عندها نكون قد وضعنا أنفسنا على طريق صحيح نعرف أنّه طويل ولكن البداية يجب أن تنطلق، وها نحن نرى أنّ إرادة فرديّة وأنّ جهدًا خاصًا قد استطاع أن يسبق كل الإمكانات والتجارب".
وخلص الى القول "أقف باحترام أمام هذه التجربة الرائدة للسيدة زينة قاسم، التي لم تعطنا فقط أملاً بالقدرة على أن ننجز وأن نبدع، بل حمّلتنا أيضًا مسؤوليّة أن نستمر، لأنّ طلال الذي فقدناه، نراه اليوم في وجوه وعيون كل شاب يُنقَذ بفعل مثل هذا البرنامج".
قاسم
أما قاسم، فقالت إن الإحتفال هو بحدَثَين يشكلان "انتِصاراً للبنان وللجمعية لا بل لكلّ اللبنانيين"، هما التَّصويت على قانون السَّير الجَديد، و"انطلاق
البَرامِج الإنقاذيَّة التّي بَدأت بالـ ATLS لأطبّاء الطَّوارىء والتّي ستُستَكمَل بالـPHTLS لِطواقِم الإنقاذ بالتّعاون مع الصَّليب الأحمر اللبناني، ثمَّ مستقبلاً بالـ ATCN للجسم التَّمريضي، وكلّها تتمحور على إنقاذ أصحاب الإصابات البَليغَة في مهلَة ما يُسَمّى السّاعَة الذَهبيَّة".واشارت إلى أن "رودز فور لايف" شارَكَت في "الدّفع بالحَدَثَين إلى الولادَة".
وذكّرت قاسم بأن الجمعية شَكَّلت "قوَّة ضَغط إعلاميَّة وسياسيَّة أَّدَّت إلى التَّصويت على القانون الجَديد بعدَ خَمسٍ وأربَعينَ سَنَةً من الموت المَجّاني على الطّرق". وشكرت قاسم "كلّ الّذينَ دَعموا جهودَ الجمعية في هذا المَجال" وخصوصاً رئيس مجلس النوّاب نَبيه بِرّي وَرَئيس لَجنَة الأشغال العامة والنَّقل النّائب محمَّد قبّاني.
أما في ما يتعلق بانطِلاق الدَّورَة الإنقاذيَّة لأصحاب الإصابات البَليغَة المعدَّة لأطبّاء الطَّوارىء، فأفادت قاسم بأن "أكثَر من مِئَة طَبيب من كل المستَشفيات في الأراضي اللبنانيَّة" تخرّجوا حتى الآن في الدورات التي أقيمت بالتَّعاون مع المركز الطبّي للجامِعَة الأميركيَّة، مشيدة بجهود مدير برنامَج الـATLS في لبنان الدّكتور جورج أبي سَعد ومنسِّقَة البرنامَج ديانا سكاف.
واضافت "َلقد حَقَّقنا مع الصَّليب الأحمر اللبناني أنجازاً يَتَمثَّلُ في ِتَوقيع شَراكَة استراتيجيَّة لتطبيق الـPHTLS المُعَّدَّة للطّواقِم الإسعافيَّة، وَقَد بَدأنا بِتأهيل مدَرّبين من الصَّليب الأحمر اللبناني في المملَكَة العَربيَّة السَّعوديَّة بالتَّعاون مع مدير البرنامَج الإنقاذي في الشَّرق الأوسَط وَشَمال إفريقيا الدّكتور سعود التِّرك، وهؤلاء سيدرِّبون المسعِفين في لبنان في مراكز الصَّليب الأحمَر اللبناني، على أحدَث وَسائل الإنقاذ المعتَمَدة في أكثَر من ستّين دَولَة في العالَم تطبِّق هذه المناهِج التي وَضَعَها المَعهَد الأميركي للجرّاحين وَجمعيَّة التِقنيين الطبيين في الوِلايات المتحدة".
وشددت قاسم على "فاعلية كلّ هذه البَرامِج الإنقاذيَّة المتكامِلَة التي بَرهَنَ أوَّلُها، أي الـ ATLS، بِشهادَة الأطبّاء أنفُسُهُم، أنَّه أنقَذَ نحَو 60 في المِئَة ممن تعرضوا لإصابات بَليغَة كانوا سَيخسرونَ حياتَهم أو سيُصابونَ بإعاقات دائِمَة أو موقَّتَة بسببها، لو لَم يَستَفيدوا من هذا البَرنامِج".
وتمنت قاسم "ألّا يَبقى قانونُ السير الجديد حبراً على وَرَق حتَّى لا يبقى المواطِنُ دماً على الطّرُق". واضافت "لَقَد بَدأنا نَسمَع أنَّ البَعضَ من المسؤولين يَتَحَضَّرُ لاستقبال القانون الجَديد بِمَزيد من الحِمايَة للأزلام وِبِمزيد من الواسِطَة، لأنَّ الغَرامَة الكَبيرَة بِشَرعِ هذا البَعض، تُشَرِّعُ الواسِطَة الكَبيرَة". وأكدت أنَّ "القانون صُوِّتَ عليه لِيُقَرّ، وعندَما يُقَرُّ سيُنَفَّذ، وستكونُ مَعرَكةً طويلَة بينَ دماء النّاس وَمصالِح المتنَفِّذين وأزلامِهِم وستنتَصِر دِماءُ النّاس في نِهايِة المَعرَكَة".
كذلك تمنت قاسم "أن تَتَحَوَّلَ الـ ATLS شَهادَة إلزاميَّة لممارَسَة طِبّ الطّوارىء في لبنان بِهِمَّة وزارَة الصحَّة وَنَقابَة الأطبّاء ومساهَمَة إدارات المستَشفيات أُسوَةً ببقية دوَل العالَم التي أقَرَّت إلزاميَّة الـ ATLS والبَرنامَجَين المكَمِّلَين أي الـ PHTLS والـATCN" .
وأملت قاسم في ربط "رودز فور لايف" ببرامَج دَعم من مؤسَّسات دوليَّة وأمَميَّة بما يسمح لهذه الجمعية الخَيريَّة التي لا تتوَخّى الرّبح المادّي بالإستِمرار "لأنَّ الانشِطَة التي تحييها لا توفِّر تَغطيَة طَويلَة الأَمَد للبرامِج الأنقاذيَّة".
وختمت بتوجيه تحية الى نجلها الراحل طلال الذي لقي مصرعه في تشرين الأول 2010 فقالت "أَقولَ لَهُ حيثُ هوَ في الحارة الفَوقا أي حيثُ لا طُرق ولا إشارات ولا سيّارات، إننا في الحارة التَّحتا، نحاوِل أن نَجعلَ لموتِهِ معنى، ولموت الآلاف ممن سَبقوهُ مَعنى، عَلَّنا نَجعَلُ من طرق لبنان طُرُقاً للحياة لا طُرُقاً للموت".
أبي سَعد
ثم تحدث مدير برنامَج الـATLS في لبنان الدّكتور جورج أبي سَعد، فأشار الى أنَّ "نِسْبَة الوَفِيّات نتيجَة الإصابات عُموماً في العالم قُدِّرَت بِخَمسَة ملايين شَخْص في العام 2000 وَهيَ تُشَكِّل ما نِسْبَتُهُ 12% من نِسْبَة الأمْراض عالَمِيّاً. أَمّا حَوادِث السَّير مُنْفَرِدَة، فَتَتَسَبَّب بِنحو مليون حالَة وَفاة سَنَوِيّاً، إضافَة إلى ما بَين 20
و50 مَلْيون إصابَة تُسَمَّى مهمَّة". وأوضح أن "حَوادِث السَّير والطُّرق عُموماً تُشَكِّلُ السَّبَب الأَساس لِلْوَفِيّات عالَميّاً"، شارحاً أن "الإصابات المَذْكورَة هِيَ السَّبِب الرَّئيسي لِمَوت الأشْخاص الَّذين تَتَراوَح أَعْمارُهُم بين السَّنَة والـ44 سَنة"، بحسب مُنَظَّمَة الصِحَّة العالَميَّة. وتابع "في العام 2020 يُتَوَقَّع أن تَصِل نِسْبَة الوَفِيَّات بِسَبَب هَذه الحَوادِث إلى واحِد من أصل خَمسَة أشْخاص وَهيَ نِسْبَة مُقلِقَة للغايَة". ولاحظ أنَّ "كِلْفَة عِلاجات الحَوادِث كافَّة تَصِل إلى ما يُناهِز الـ500 مِليار دولار سَنَوِيّاً وهذا الرقم لا يشمل الخسائر غَير المُباشَرَة، ما يَرْفَع هَذِه الكِلْفَة إلى أكْثَر بِكَثير من المَبْلَغ المَذْكور". وكشف أن "الولايات المُتَّحِدَّة خصصت 40 سنتاُ من أصل كل دولار للأبْحاث المُتَعَّلِقَة بِعلاج إصابات الحَوادِث".
وقال أبي سعد إنَّ "الأَموال الَّتي صُرِفَت على أمْراض كالشَّلَل وغيره من الأَمْراض، أَدَّت إلى السَّيْطَرَة شِبْه التَّامَّة عَلَيها، لكن عَدَم إهْتِمام الرّأي العام بالحَوادِث ونتائجِها لَم يَرْقَ يا للأَسَف إلى هَذِه المَنْزِلَة". واضاف "بالمَنطِق الطّبّي، الإصابَة هيَ مَرَضْ مثلُها مِثل الإصابَة بِجُرْثومَة، إنَّما عَبر سَيّارَة أو مًسَدَّس أو ما شابَه من أسْلِحَة، وثمة حاجَة مُلِحَّة إلى وَضع مَنْهَج مُوَحَّد يُطَبَّق على مُجْمَل الإصابات لِتَخْفيض نِسْبَة الوَفِيَّات".
وشرح أبي سعد أن "الوَفاة من جَرّاء الحَوادِث ثلاث مَراحِل: إما مَوت مُباشَر خلال ثَوانً أو دَقائِق جَرّاء إصابَة قَويَّة في الرّأس أو الصَّدر أو العَمود الفقري، أو مَوت خِلال السّاعات الأولى بِسَبَب نَزف داخِلي في الرّأس أو الصَّدر أو البَطن، أو أخيراً موت بعد أيّام أو أسابيع في المُسْتَشْفى بِسَبَب الإشْتِراكات وَوَهن الأَعْضاء الدّاخِليَّة".
وأوضح أن "السَّاعَة الذَّهَبِيَّة تأتي في المَرْحَلَة الثّانِيَة إذ خِلالَها تأتي الإسْعافات الأَوَّلِيَّة التي هي مِحوَر وَجَوْهَر المَنْهَج المُتَقَدِّم لِعلاج مَرَضْ الحَوادِث المُخْتَصَر بـATLS، والذي يُعْطى اليَوم في أكثَر من 54 دَولَة ولِأَكثَر من مَليون طَبيب بالتَّعاوُن مع الكليَّة الأميركيَّة للجِراحَة وَهَدَفُهُ العِلاج المُبَكِّر وَعَدَم التَاَّخُّر أو السَّهو عن إصابات داخِليَّة مُميتَة، وهو يُعْطي لُغَة واحِدَة لكلّ إخِصّائِيّي علاج الحَوادِث".
واعتبر أبي سعد أنَّ "خَفض نِسْبَة الحَوادِث يَتَطَلَّب جُهوداً جَماعِيَّة ضَخْمَة وَمُنَظَّمَة لكنَّ الجِسم الطبّي قادِر على تَحسين الوَضع طالَما أنَّ هَذِه الجُهود لَم تُبْذَل أو لَم تُفْلِح، ليس فقط للأطِّباء بل أيضاً للمُسْعِفين والجِّهاز التَّمْريضي عبر برامِج رديفَة للـATLS، هيَ الـ PHTLS للصَّليب الأحمروَسَيّارات الإسْعاف والدّفاع المَدَني والذي سنبدأ بإعطائه في لبنان هذه السنة، والـATCN للْمُمَرِّضات الذي سنبدأه السنة المقبلة".
وخلص الى القول إنَّ "المُهِمَّة الرِّسالَة التي قامت وتقوم بِها Roads For Life كان وسَيَكون لَها وَقْعٌ كَبير في هذا المَجال".
دروع
وختاماً، قدّمت الجمعية دروعاً تقديريّة إلى كل من خليل وقباني وأبو شرف وبولس وهارون وأبي سعد. كذلك وزّعت دروع على جميع الذين شاركوا في البرنامج التخصصي.